
اتجاهات صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة
تشير تصريحات عدد من كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤخرًا إلى توجه واضح نحو الإبقاء على مستويات الفائدة المرتفعة لفترة أطول، في ظل استمرار القلق بشأن الضغوط التضخمية رغم بعض التحسن في مؤشرات الاقتصاد الكلي. تأتي هذه المواقف وسط متابعة الأسواق لتوجهات السياسة النقدية وأثرها على معدلات النمو والتضخم.
تصريحات رئيس بنك فيلادلفيا الاحتياطي الفيدرالي
أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، أن الاقتصاد الأمريكي يظهر قوة ملحوظة تدعم الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، مشيرًا إلى استمرار الضغوط التضخمية رغم التقدم المحرز. جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر سلسلة البنوك المركزية الذي ينظمه مركز الترابط العالمي في ناسو يوم الاثنين، حيث كان هذا الظهور هو الأخير له قبل تقاعده في يونيو المقبل. وأوضح هاركر أن البيانات الاقتصادية تعكس اقتصادًا أمريكيًا يواصل العمل من موقع قوة، مضيفًا أن معدل التضخم ما زال مرتفعًا، ولم يتم تحقيق الهدف بشكل كامل بعد. وأشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج يحافظان على متانتهما، فيما أصبحت أسواق العمل متوازنة إلى حد كبير، معتبرًا أن هذه المعطيات تعزز إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير.
موقف رئيسة بنك دالاس الاحتياطي الفيدرالي
من جانب آخر، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوجان، إن أسعار الفائدة الحالية لا تستدعي خفضًا في الوقت الراهن رغم استعداد البنك لاتخاذ هذه الخطوة إذا دعت الحاجة. وفي حديثها يوم الجمعة أمام الجمعية 159 لمديري البنوك في جامعة ساوثرن ميثوديست، لفتت لوجان إلى أن الارتفاع الأخير في أسعار الفائدة طويلة الأجل يعكس جزئيًا توقعات بنمو اقتصادي أكثر صلابة، مرجحة أن يظل سعر الفائدة الفيدرالي مرتفعًا لفترة ممتدة. وتطرقت لوجان إلى تجربة فشل بنك وادي السيليكون (SVB)، مؤكدة أن هذه الأزمة أظهرت مدى سرعة تطور عمليات سحب الودائع. وشددت على أهمية توفير السيولة للبنوك، مقترحة الاعتماد على نافذة الخصم التابعة للاحتياطي الفيدرالي كمصدر رئيسي للتمويل في حالات الطوارئ.
تحذيرات عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي
بدورها، حذرت عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، ميشيل بومان، من استمرار المخاطر الصعودية للتضخم، رغم توقعاتها بانخفاض تدريجي في الأسعار. وخلال كلمتها يوم الاثنين في مؤتمر جمعية المصرفيين الأمريكيين في فينيكس بولاية أريزونا، شددت بومان على ضرورة التريث في اتخاذ قرار خفض الفائدة إلى حين ظهور إشارات أكثر وضوحًا على انحسار التضخم. ونبهت إلى أن التحرك نحو خفض الفائدة بسرعة قد يحفز الطلب بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى تجدد الضغوط التضخمية، معتبرة أن ذلك قد يُفسر باعتباره إعلانًا مبكرًا عن الانتصار على التضخم. وأشارت بومان إلى أن سوق العمل شهد استقرارًا في النصف الثاني من العام الماضي بعد تخفيف حدة الظروف المشددة، موضحة أن سوق العمل لم يعد يعاني من الضيق السابق، رغم أن نمو الأجور لا يزال أعلى قليلاً من المستوى المتوافق مع مستهدف التضخم.
Tags
جميع المقالات
تواصل معنا
إذا كان لديك أي إستفسارات...
من فضلك لا تتردد في ارسال رسالة لنا