
هل الأداء القياسي للأسواق الأمريكية على وشك التحول ام قد يتواصل الاداء الإيجابي
شهدت الأسواق الأمريكية أداءً قويًا هذا الأسبوع، حيث وصلت أسهم الشركات إلى مستويات قياسية جديدة، متجاهلة المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية والهجرة والتضخم. ومع ذلك، أظهرت البيانات تحركات أقل تفاؤلًا من قبل المسؤولين التنفيذيين في الشركات، حيث شهدت الأسواق عمليات بيع مكثفة للأسهم. وبحسب خدمة واشنطن، بلغت نسبة الشراء إلى البيع 0.22 حتى 22 يناير، وهو ما يُعد الأدنى منذ عام 1988، حيث قام المطلعون ببيع أسهم في 447 شركة مقابل شراء أسهم في 98 شركة فقط.
ارتفاع التداولات خارج البورصة وتأثيراتها على الأسواق
في تحول غير مسبوق، تجاوزت أحجام التداول خارج البورصة (Off-Exchange) نسبة 50% من إجمالي أحجام التداول لأول مرة. التداول خارج البورصة يشير إلى العمليات التي تتم بعيدًا عن البورصات التقليدية مثل بورصة نيويورك (NYSE) أو ناسداك. ويتم هذا النوع من التداول عادةً عبر منصات بديلة مثل الأسواق المظلمة أو شبكات خاصة بين المؤسسات المالية، دون الكشف عن تفاصيل الصفقات للسوق العامة.
هذا التحول يحمل العديد من التأثيرات، من بينها قلة الشفافية التي تصعّب على المستثمرين الأفراد متابعة تحركات السوق، وزيادة هيمنة المؤسسات الكبرى مثل صناديق التحوط والبنوك الاستثمارية، مما يعزز التحديات أمام الأفراد. كما يؤثر هذا التحول على سيولة الأسواق المنظمة، مما يزيد من التقلبات السعرية، إلى جانب احتمالات التلاعب بالأسعار نتيجة لقلة الشفافية. أسباب هذا التحول ترتبط بتطور التكنولوجيا التي توفر أدوات حديثة للتداول، وزيادة الطلب على الخصوصية من قبل المؤسسات، بالإضافة إلى الكفاءة التي يمنحها هذا النوع من التداول في تنفيذ الصفقات الكبيرة.
السياسة الاقتصادية للإدارة الأمريكية
على الجانب السياسي، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مهام منصبه بالتوقيع على سلسلة من المراسيم استهدفت إلغاء سياسات الإدارة السابقة، مع التركيز على تعزيز الإنتاج المحلي ضمن سياسة "اصنع في أمريكا أو واجه الرسوم الجمركية". وفي الوقت الذي لم تُفرض فيه رسوم مباشرة على الصين وكندا والمكسيك، أشار ترامب إلى إمكانية تنفيذها قريبًا. كما ألقى الضوء على قضايا اقتصادية هامة خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.
السياسة النقدية وموسم الأرباح
يتجه الاهتمام إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستعد لإصدار أول قرار له بشأن أسعار الفائدة لهذا العام. تشير التوقعات إلى أن الفيدرالي لن يتخذ أي إجراء جديد بعد سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة العام الماضي. في الوقت نفسه، يشهد موسم الأرباح زخمًا قويًا مع انتظار تقارير مالية من كبرى الشركات الأمريكية، بما في ذلك مايكروسوفت، ميتا بلاتفورمز، تيسلا، وأبل، بالإضافة إلى شركات بارزة مثل بوينج، ستاربكس، آي بي إم، وكاتربيلر.
إطلاق مبادرة ستارجيت
في غضون ذلك، تلقت شركات التكنولوجيا الدعم بعد اعلان الرئيس دونالد ترامب إلغاء الأمر التنفيذي الخاص بـ"التطوير والاستخدام الآمن والموثوق للذكاء الاصطناعي" الذي وضعته إدارة بايدن. هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية تهدف إلى تقليل القيود التنظيمية لتعزيز الابتكار وتسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف دفع عجلة الاقتصاد الأميركي وتعزيز مكانته التنافسية عالميًا.
كشف الرئيس ترامب عن مبادرة جديدة تحمل اسم "ستارجيت"، تستهدف الاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. تتضمن المبادرة مشاركة شركات كبرى مثل أوراكل وسوفت بنك وأوبن إيه آي، مع تخصيص 100 مليار دولار كرأس مال أولي، يُتوقع أن يرتفع إلى 500 مليار دولار خلال أربع سنوات. تسعى هذه المبادرة إلى دعم إعادة التصنيع في الولايات المتحدة وخلق 100 ألف وظيفة جديدة، إلى جانب تعزيز الأمن القومي الأميركي وحماية مصالح الحلفاء.
البنية التحتية والمراكز الجديدة
أعلن ترامب عن خطط لتوسيع البنية التحتية لدعم مشروعات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إنشاء مراكز بيانات ضخمة. أول هذه المراكز يُبنى حاليًا في أبيلين، تكساس، حيث سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات الرعاية الصحية من خلال السجلات الصحية والتشخيصات.
على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أشارت روث بورات، مديرة التكنولوجيا في ألفابت (جوجل)، إلى أن القيادة الأميركية في الذكاء الاصطناعي تواجه تحديات. وأوضحت أن الغرب يملك ميزة في تصميم الرقائق، بينما تسير الصين على قدم المساواة وربما تتفوق في بعض القدرات الأساسية.
أداء المؤشرات الرئيسية والتوقعات الاقتصادية للأسبوع المقبل
أنهت وول ستريت الأسبوع بمكاسب ملحوظة، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.7%، وسجل مؤشر ناسداك المركب نفس النسبة، بينما تصدر مؤشر داو جونز الصناعي بزيادة قدرها 2.2%. ساهمت النتائج الإيجابية لشركات مثل نتفليكس، إلى جانب إعلان ترامب عن مشروع ستارجيت - وهو مبادرة بقيمة 500 مليار دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي - في دعم معنويات المستثمرين وزيادة الثقة في الأسواق.
في الأسبوع المقبل، يترقب المستثمرون تقارير اقتصادية هامة تشمل بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي وقراءة مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، الذي يُعد المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لتقييم التضخم. مع هذا الزخم الاقتصادي والسياسي، تبدو الأسواق مقبلة على أسبوع حاسم في تحديد اتجاهاتها المستقبلية.
تواصل معنا
إذا كان لديك أي إستفسارات...
من فضلك لا تتردد في ارسال رسالة لنا