تقييم اقتصاد في الولابات المتحدة الأمريكية مع عودة دونالد ترامب
19 Jan 2025

تقييم اقتصاد في الولابات المتحدة الأمريكية مع عودة دونالد ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أن الوقت مناسب لإعادة تقييم الرؤية الاقتصادية لرئاسته الجديدة، خاصة بالنظر إلى سجله الاقتصادي السابق. ورغم أن الاقتصاد الأمريكي اليوم يتمتع بمكانة قوية مقارنة بنظرائه منذ الوباء، إلا أن هذه القوة الاقتصادية لا تنعكس بنفس الوضوح في آراء الناخبين الأمريكيين، كما أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة.

اقتصاد قوي ولكن بمقاييس تقليدية

خطاب تنصيب ترامب في عام 2017 ركز على إعادة السلطة والازدهار للشعب. ومع ذلك، يظهر التناقض بوضوح بين المؤشرات الاقتصادية التقليدية وبين التشاؤم الاقتصادي لدى الأمريكيين. وهذا يدفعنا إلى البحث عن معايير جديدة للحكم على نجاح سياساته الاقتصادية، تتجاوز مجرد معدلات النمو والناتج المحلي الإجمالي، التي لم تحقق تغييرات جذرية خلال السنوات الثماني الماضية.

توسع التفاوت الاقتصادي 

التفاوت في الدخل خلال رئاسة ترامب الأولى شهد زيادة ملحوظة وظل عند مستويات تاريخية مرتفعة. رغم التركيز على التصنيع كجزء من الحل، فإن نسبة الوظائف الصناعية من إجمالي العمالة وصلت إلى أدنى مستوى تاريخي. كما أن أزمة التفاوت في أمريكا لا تقتصر فقط على الدخل والثروة، بل تشمل جودة الحياة. على سبيل المثال، أولئك الذين لا يكملون تعليمهم الثانوي يعيشون حياة أقصر بكثير مقارنة بحاملي الشهادات الجامعية.

الإسكان قطاع يجذب انتباه الأمريكيين

القلق الاقتصادي لا يتعلق فقط بأسعار المواد الأساسية أو التضخم، بل يمتد إلى قضايا مثل ملكية المسكن، التي كانت ركيزة الحلم الأمريكي. اليوم، يبدو تحقيق هذا الحلم أصعب من أي وقت مضى منذ عقود. وقد يكون الحكم على نجاح رئاسة ترامب جزئيًا من خلال تحسين فرص الوصول إلى ملكية المسكن.

التكنولوجيا والاقتصاد المستقبلي

مستقبل أمريكا قد يتحدد بعلاقة ترامب الجديدة مع عمالقة التكنولوجيا مثل إيلون ماسك، وكذلك بالتوجه نحو الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.
هناك سيناريو طوباوي قد تتحقق فيه الابتكارات التكنولوجية غير المقيدة، حيث تسهم في زيادة الإنتاجية والثراء للأمريكيين. على الجانب الآخر، هناك سيناريو ديستوبي قد يؤدي فيه الذكاء الاصطناعي غير المنظم إلى فقدان الوظائف وتفاقم عدم المساواة، بينما تؤدي فقاعات العملات المشفرة إلى أزمات مالية جديدة.

 رئاسة تحت الاختبار

حذر بايدن في خطاب وداعه من أن أمريكا قد تكون على أعتاب "عصر ذهبي" جديد، ولكنه يهدد قدرة المواطنين العاديين على الازدهار. السؤال الأهم هو: هل ستنجح رئاسة ترامب في تغيير هذا الواقع؟ هل سيرى الأمريكيون اقتصادهم كما يراه العالم اليوم، نموذجًا يحتذى به؟ أم أن حكم الأوليجاركية سيعمق خيبة الأمل لدى الشعب؟

رئاسة ترامب القادمة ستُحكم ليس فقط على النمو الاقتصادي، بل على قدرتها على مواجهة التحديات الأساسية التي تؤثر مباشرة على حياة الأمريكيين. 


تواصل معنا

إذا كان لديك أي إستفسارات...
من فضلك لا تتردد في ارسال رسالة لنا

تواصل مع الدعم الفني
عودة الي القائمة الرئيسية Back