تصريحات أعضاء الفيدرالي: توازن بين استقرار سوق العمل ومخاوف التضخم

توالت تصريحات صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، والتي حملت مجتمعة إشارات تتضمن حذر وترقب من بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يحاول تحقيق استقرار التضخم دون التأثير سلبًا على سوق العمل والنمو الاقتصادي. القرارات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة أو الإبقاء عليها ستعتمد بشكل أساسي على بيانات التضخم وسوق العمل، مع استمرار البنك في مراقبة التطورات لضمان الاستجابة الفعالة للتحديات الاقتصادية.

رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو: سوق العمل مستقرة والتضخم يتحرك نحو الهدف

في تفاصيل البيانات، أكد أوستان جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، خلال الندوة الاقتصادية السنوية الثامنة والثلاثين، استقرار سوق العمل وتقدم الاقتصاد الأمريكي نحو تحقيق أهدافه. أشار جولسبي إلى مكاسب الوظائف التي بلغت 227 ألف وظيفة في نوفمبر، موضحًا أن سوق العمل تتجه نحو تشغيل كامل ومستدام، مع توازن ملحوظ بين معدلات البطالة والوظائف الشاغرة.

أما بشأن التضخم، فرغم تسجيله ارتفاعًا طفيفًا، أبدى جولسبي ثقته في تحقيق الهدف البالغ 2%. وأوضح أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمر بـ"لحظة انتقال"، حيث يدرس خيارات تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس، مع التركيز على توقيت التعديلات لضمان فعاليتها. ورغم هذا التقدم، أشار جولسبي إلى أن بقاء التضخم فوق 3% يعكس أن التحديات ما زالت قائمة.

رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند: نقترب من الوصول إلى مرحلة إبطاء خفض أسعار الفائدة

صرحت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بأن البنك المركزي يقترب من النقطة التي يصبح فيها إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة خيارًا منطقيًا. وأشارت هاماك، خلال حديثها أمام نادي مدينة كليفلاند، إلى تباطؤ الانكماش الاقتصادي مع تسجيل ارتفاعات في التضخم خلال الشهرين الماضيين مقارنة بفترة الصيف.

وأضافت أن سوق العمل الأمريكية لا تزال "صحية" وتظهر توازنًا متزايدًا، مؤكدة على إبقاء جميع الخيارات مفتوحة قبل اجتماع ديسمبر المرتقب، حيث ستُتخذ قرارات السياسة النقدية بناءً على المستجدات.

محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي بومان: التضخم "غير مريح" فوق الهدف

اخيرًا، وصفت ميشيل بومان، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التضخم الحالي بأنه "غير مريح" كونه يتجاوز الهدف البالغ 2%. وأكدت، خلال كلمتها في مؤتمر افتراضي لجمعية مصرفيي ولاية ميسوري، على أهمية اتباع سياسة نقدية حذرة لتجنب إعادة إشعال التضخم في حال خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة.

وأوضحت بومان أن بيانات التضخم المنتظرة الأسبوع المقبل ستكون محورية في تشكيل قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية. وعلى الرغم من بقاء معدلات البطالة عند مستويات منخفضة تاريخيًا، أكدت بومان أن التحديات المتعلقة باستقرار الأسعار ما زالت تمثل أولوية قصوى لبنك الاحتياطي الفيدرالي.