سجلت الأسواق المالية تباين خلال تداولات نهاية الأسبوع، حيث تراجع الذهب بشكل قوي خلال تداولات الجمعة، ليخسر أغلب مكاسبه الأسبوعية، في حين ارتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية خاصة مقابل الين الذي تراجع إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار في حوالي ثماني أسابيع. بينما اتجهت أغلب المؤشرات الرئيسية للتراجع خلال تداولات الأسبوع الجاري.
انخفضت أسعار الذهب بنسبة 1% يوم الجمعة، مع تزايد التوقعات بخفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في أعقاب تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة في مايو. وعلى الرغم من ذلك، أشار العديد من محافظي البنوك المركزية الأمريكية إلى أن هناك حاجة إلى بيانات أكثر إيجابية لمؤشر أسعار المستهلك للتأكيد على أن التضخم يتحرك نحو هدف 2٪. وتتوقع وكالة فيتش أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مع توقع خفض آخر في ديسمبر.
تجاهل الذهب تطورات الأوضاع الجيوسياسية، حيث تواصلت أصداء تصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان في الآونة الأخيرة، مع تبادل متكرر لإطلاق النار عبر الحدود. وفي محاولة لتجنب صراع واسع النطاق، قام هوشستين بزيارة كلا البلدين. بينما أكدت إيران، في بيان لها، الجمعة، أن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه وعن لبنان ضد إسرائيل. جاء ذلك بعد تحذير من كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن للطاقة والاستثمار، بحسب ما أفادت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة في العاشر من الشهر الجاري. وذكرت البعثة أن “حركة المقاومة اللبنانية، حزب الله، لديها القدرة على الدفاع عن نفسها وعن لبنان – وربما حان وقت الإبادة الذاتية لهذا النظام غير الشرعي”. وأضاف أن "أي عمل متهور من جانب النظام الإسرائيلي قد يؤدي إلى حرب جديدة في المنطقة".
أغلقت الأسهم الأوروبية منخفضة يوم الجمعة مع معالجة المستثمرين لقرارات البنك المركزي وإصدارات البيانات الاقتصادية المختلفة. انخفضت أسهم كارلسبيرغ بما يصل إلى 8% بعد أن رفضت شركة بريتفيك البريطانية لصناعة المشروبات الغازية عرضي استحواذ من الشركة الدنماركية. وفي أخبار اقتصادية أخرى، ارتفعت أحجام مبيعات التجزئة البريطانية بنسبة 2.9٪ في مايو، متجاوزة التوقعات بشكل كبير وانتعاشًا من الأداء الضعيف في أبريل.
عبر المحيط افتتحت معظم البورصات الأمريكية الرئيسية على انخفاض يوم الجمعة، قبيل صدور بيانات عن قطاعي التصنيع والخدمات، بالإضافة إلى مبيعات المنازل القائمة. على صعيد البيانات سجلت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة تراجع بنسبة 0.7٪ في مايو على أساس شهري إلى معدل سنوي معدل موسميا قدره 4.11 مليون، وفقا لتقرير صادر عن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين (NAR) يوم الجمعة. وعلى أساس سنوي، انخفض الرقم بنسبة 2.8%. ارتفع متوسط سعر مبيعات المنازل القائمة في جميع أنواع المساكن بنسبة 5.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى 419.300 دولار. وبلغ إجمالي مخزون المساكن في نهاية مايو 1.28 مليون وحدة، بزيادة 6.7% عن الشهر السابق، و18.5% مقارنة بشهر مايو 2023.
على صعيد تداولات العملات، واصل الدولار الأمريكي مساره الصعودي في جلسة التداول الأخيرة، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال ثمانية أسابيع مقابل الين الياباني خلال تعاملات يوم الجمعة. ويأتي هذا الارتفاع على الرغم من الموقف الحذر الذي اتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، على النقيض من ميل البنوك المركزية الأخرى نحو التخفيضات.
وفي يوم الخميس، قامت وزارة الخزانة الأمريكية بتوسيع قائمة مراقبتها للتلاعب المحتمل بالعملة لتشمل اليابان، مع إدراج الصين بالفعل في القائمة. بينما عانى الين، خاصة بعد قرار بنك اليابان بالإبقاء على برنامج شراء السندات حتى اجتماعه في شهر يوليو على الأقل. كان بنك اليابان، قد خصص بدعم من وزارة المالية اليابانية، ما يقرب من 9.8 تريليون ين (61.64 مليار دولار أميركي) لدعم الين من أدنى مستوى له منذ 34 عاماً عند 160.245 ين في مقابل الدولار، والذي سجله في التاسع والعشرين من إبريل/نيسان.
وارتفعت قيمة الدولار مقابل الين بنسبة 0.3% إلى 159.37 ين في التعاملات الأخيرة. بينما كان وارتفع مؤشر الدولار، قد ارتفع بنحو 0.2% إلى 105.82 نقطة. وتأتي هذه الزيادة في أعقاب مكاسب بنسبة 0.41%، مما عكس خسائر الأسبوع السابقة.