الين ما بين اتجاه صاعد قوي ومخاوف تدخل بنك اليابان
Amir Issa
١ يوليو، ٢٠٢٤ 0 418

واصل الين الياباني تراجعه مقابل مجموعة من العملات، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 40 عامًا تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي. يأتي هذا الانخفاض في أعقاب البيانات التي تشير إلى انكماش أكبر من المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي الياباني في الربع الأول، مما قلل الآمال في رفع محتمل لأسعار الفائدة من قبل بنك اليابان.

في اجتماع السياسة النقدية في يونيو، أكد أغلبية أعضاء بنك اليابان على ضرورة رفع سعر الفائدة. وسلطوا الضوء على المخاوف من أن انخفاض قيمة الين الأخير قد يؤدي إلى تصاعد التكاليف وتضخيم الضغوط التضخمية. وبالمثل، أعرب وزير المالية الياباني شونيتشي عن قلقه بشأن ضعف الين وألمح إلى اتخاذ تدابير محتملة، بما في ذلك التدخل في سوق الصرف الأجنبي إذا لزم الأمر. أشارت كابيتال إيكونوميكس إلى أن الارتفاع الأخير في مؤشر أسعار المستهلك الياباني (CPI) يعكس التأثير الكبير لارتفاع أسعار الواردات على التضخم، مما يشير إلى احتمال رفع سعر الفائدة من قبل بنك اليابان في يوليو.

تراجع إجمالي الناتج المحلي مع ارتفاع ثقة المستهلك وقطاع التصنيع

في بداية الأسبوع، تراجع الين الياباني مقابل العملات الرئيسية بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية. وكان أهمها تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول الذي أظهر انكماش الاقتصاد الياباني بنسبة 0.7% مقارنة بالربع السابق، مع انخفاض سنوي بنسبة 2.9%. وكان هذا أسوأ من الانخفاض المتوقع بنسبة 1.8٪. وأبرز التقرير الأولي لمكتب مجلس الوزراء أن التصحيحات في بيانات أوامر البناء كانت عاملا رئيسيا في هذا التعديل.

شهدت اليابان ارتفاعًا طفيفًا في مؤشر ثقة المستهلك، في شهر يونيو، وفقًا لما ذكره مكتب مجلس الوزراء. وارتفع مؤشر ثقة المستهلك المعدل موسميا إلى 36.4 من 36.2 في مايو، على الرغم من أنه جاء أقل من التوقعات. وارتفع مكون نمو الدخل في المؤشر بمقدار 0.7 نقطة إلى 40.6. إلا أن المؤشر العام لمستوى المعيشة انخفض بمقدار نقطة واحدة إلى 33.8، وانخفض مؤشر التشغيل بمقدار 0.3 نقطة إلى 41.7. والجدير بالذكر أن الرغبة في شراء السلع المعمرة ارتفعت بنسبة 0.6 نقطة إلى 29.6 نقطة.

تتوقع أغلبية كبيرة، 93.8%، من المشاركين في الاستطلاع أن ترتفع الأسعار خلال العام المقبل، وهي نسبة أعلى قليلاً من أرقام الشهر السابق. وفي المقابل، توقع 2.8% أن تظل الأسعار مستقرة، فيما توقع 1.8% تراجعاً. وفي الوقت نفسه، لم يظهر قطاع التصنيع في اليابان أي تغيير كبير في يونيو، كما أشار مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (PMI).

على الصعيد الفني تجاوز الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني أعلى مستوى سابق له، ليصل إلى مستوى 161.00. يواصل السعر مساره الصعودي داخل القناة الصاعدة. يتداول الزوج أعلى من متوسط الحركة 50 على الإطار الزمني للأسبوع في إشارة لسيطرة الاتجاه العام الصاعد. إذا حافظ الزوج على تداولاته فوق المتوسط المتحرك 50، فقد يكتسب المزيد من الزخم الصعودي نحو مستوى المقاومة 162.00. بينما يسود الخوف الأكبر من تدخل بنك اليابان، نتوقع تراجع تصحيحي للزوج في حالة استقراره أقل من الحد العلوي للقناة السعرية الصاعدة