كشفت أحدث بيانات التضخم خلال شهر يونيو، في منطثقة اليورو نجاح البنك المركزي الأوروبي في السيطرة على معدلات التضخم. حيث انخفض معدل التضخم بشكل طفيف إلى 2.5%، منخفضًا عن 2.6% في الشهر السابق. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2%. ومن الجدير بالذكر أن قطاع الخدمات قاد هذه المسيرة، مع زيادة سنوية قوية بلغت 4.1%. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والكحول والتبغ بنسبة 2.5%، وارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 0.2%. واستقر التضخم الأساسي، الذي يستثني المكونات المتقلبة مثل الطاقة والغذاء والكحول والتبغ، عند مستوى 2.9% سنويا - وهو ما يتماشى تماما مع أرقام شهر مايو ولكنه يتجاوز توقعات المحللين قليلا. وعلى أساس شهري، ارتفع معدل التضخم الأساسي بنسبة 0.3%.
اما في أكبر اقتصادات منطقة اليورو فقد اعلنت ألمانيا، أن معدل التضخم قد انخفض خلال يونيو، ليستقر عند 2.2% بعد 2.4% في مايو. ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1% فقط على أساس شهري، وهو أقل قليلاً من التوقعات. وبلغ التضخم الأساسي في ألمانيا، باستثناء الغذاء والطاقة، 2.9% سنويا، بانخفاض عن 3% المسجلة في مايو. وفي الوقت نفسه، ظل معدل التضخم السنوي للخدمات مستقرا عند 3.9%.
وفي بيانات البطالة، حافظت منطقة اليورو على الاستقرار. واستقر معدل البطالة عند 6.4% في مايو، وبالمقارنة مع العام السابق، انخفض المعدل بمقدار 0.1 نقطة مئوية. في جميع دول الاتحاد الأوروبي، ظل معدل البطالة دون تغيير عند 6%، في حين ارتفع عدد العاطلين عن العمل في منطقة اليورو بمقدار 38 ألفاً شهرياً، شهد الاتحاد الأوروبي ارتفاعاً أقل بمقدار 13 ألفاً. وارتفعت أرقام البطالة سنويا بمقدار 3000 في منطقة اليورو وبنسبة أكبر بلغت 163000 في الاتحاد الأوروبي..
كان اليور قد تلقى دفعة قوية خلال بداية الأسبوع بعدما حصل حزب التجمع الوطني (حزب يميني متطرف) على نسبة كبيرة من الأصوات في الانتخابات بلغت 34%، متفوقا على الجبهة الشعبية (28.1%) وكتلة الوسط بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون (20.3%). وصل إقبال الناخبين إلى أعلى مستوى له منذ عام 1986، وهو تحول ملحوظ عن نسبة 47.5٪ الباهتة التي شوهدت في الانتخابات التشريعية لعام 2022. ودعا الرئيس ماكرون إلى تشكيل تحالف ديمقراطي واسع لمواجهة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف. كما حث رئيس الوزراء غابرييل أتال الناخبين على منع حصول اليمين المتطرف على أغلبية مطلقة في الجولة الثانية المقبلة من الانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من يوليو/تموز. وتمثل الهيمنة غير المسبوقة لليمين المتطرف لحظة محورية في تاريخ الجمهورية الخامسة.
أعرب زعيم التجمع الوطني جوردان بارديلا عن رغبته في العمل كرئيس للوزراء لجميع المواطنين الفرنسيين، متعهدا بدعم الدستور الفرنسي ومبادئ حزبه. ومع اقتراب الجولة الثانية، فإن المخاطر مرتفعة، والأمة تراقب عن كثب.
على صعيد تحديثات السياسة المالية أشارت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إلى استمرار عدم اليقين الذي يؤثر على التضخم في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بالأرباح والأجور والإنتاجية والصدمات المحتملة في جانب العرض. ورغم هذه التحديات، شددت لاجارد على نجاح البنك المركزي الأوروبي في مواجهة التضخم وأكدت التزامها بتحقيق هدف التضخم عند 2%. وأكدت على ضرورة اتخاذ موقف قوي ضد أي تجاوز طويل الأمد لهذا الهدف.
من جانبه، أوضح فيليب لين، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، التحول القوي للسياسة النقدية للبنك نحو ظروف التمويل الأوسع والاقتصاد الحقيقي. في كلمته بالمؤتمر الدولي للسياسة النقدية الذي نظمه البنك المركزي الفنلندي، أكد لين أن التحول الشامل في السياسة النقدية كان قويا، وأقوى مما كان في الجلسات السابقة.
في غضون ذلك، أفاد فابيو بانيتا، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، أن الوضع الاقتصادي الحالي يتيح للبنك المركزي الأوروبي فرصة تطبيع السياسة النقدية بشكل تدريجي وسلس. أكد بانيتا أن البنك المركزي الأوروبي قد يستمر في خفض أسعار الفائدة تدريجيا إذا ظلت التوقعات كما هي، مشيرًا إلى أن تضخم الخدمات المستقر ليس ظاهرة غير طبيعية.
تحليل اليورو مقابل الدولار الأمريكي يتحرك اليورو حول مستوى الدعم 1.0700 مقابل الدولار الأمريكي دون حدوث كسر حاسم. يتداول السعر داخل قناة سعرية صاعدة، مما يوضح احتمالية الاتجاه التالي. إذا أغلق الزوج دون هذا النمط، فقد يستمر في الانخفاض، مستهدفًا مستوى الدعم التالي عند 1.0600. من جهة أخرى، إذا تجاوز الحد العلوي، فقد يعيد اختبار مستوى المقاومة عند 1.0800 قبل أن يواصل هبوطه.