تصاعد التجارة المزدهرة في شمال شرق أسيا على الرغم من وجود توترات جيوسياسية كبيرة
٥ فبراير، ٢٠١٨ 0 1224

عند النظر إلى حجم وتدفق التدفقات التجارية الصينية اليابانية لن يتصور أحد أن هذين الجارين الآسيويين لا يزالان غير قادرين على التلاؤم مع تاريخهما المؤلم للحرب والحدود البحرية المتنازع عليها في الوقت الذي يحتفلان فيه بالذكرى الأربعين لمعاهدة بشأن السلام والصداقة

وتشير الارقام أن صادرات اليابان إلى الصين خلال الأشهر ال 11 الأولى من العام الماضي ارتفعت بمعدل سنوي مثير للإعجاب بلغت نسبته 18% لتبلغ 151.4 مليار دولار، أي ما يعادل 24% من إجمالي مبيعات اليابان وهذا هو اكثر من ضعف ما تصدره اليابان الى الاتحاد الاوروبي، وأكثر ب 24% مما يبيعه اليابانيون الى الولايات المتحدة

وبإلقاء نظرة أوسع على تلك الأرقام يتضح أن الصين هي المحرك الرئيسي للاقتصاد الياني

ويستمر الحديث عن الأهمية الحاسمة التي تلعبها سياسات اليابان في مجال الأموال الرخيصة للقطاعات الحساسة من الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع أسعار الأسهم التي من المفترض أن تحفز الإنفاق الاستهلاكي

ومع ذلك لم تساعد هذه الاتصالات المكثفة بين الصينيين واليابانيين على إحراز تقدم كبير على الجانب السياسي، بشأن فرز قضايا تركة الحرب الحزينة والنزاعات الحدودية منذ عام 1972 عندما قال رئيس مجلس الدولة آنذاك تشو إنلاي ورئيس الوزراء الياباني آنذاك كاكوي تاناكا بتأجيل مناقشة المشاكل الثنائية الصعبة من أجل التركيز على السلام والصداقة والتعاون

وكان هذان الرجلان يعرفان أن إحياء الجروح المتقلبة لحرب استمرت 14 عاما وفتح ملفات السيادة المتنازع عليها لمجموعة الجزر في بحر الصين الشرقي، سيجعل من المستحيل المضي قدماً الى الامام والتركيز على مشاريع التنمية الاقتصادية

وقال رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابي في البرلمان يوم 22 يناير الماضي ان بلاده تريد تحسين العلاقات مع الصين، وتلا ذلك بياناً لوزير الخارجية الصيني وانغ يي الاسبوع الماضي حيث قال ان العلاقات الصينية اليابانية تمر بمرحلة حاسمة مطالباً اليابان أن تقوم برفع تصريحاتها الى اعمال

وجاء الرد من طوكيو بنعم نحن مستعدون للتعاون وتحسين العلاقة مع الصين ولكن اليابان لا يمكن أن تقبل أي محاولة لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي بخصوص جزر سينكاكو / دياويو المتنازع عليها فهي أراضي يابانية

وقد ضرب هذا التصريح أحد الخطوط الحمراء الاكثر حساسية فى الصين، مما دفع وزارة الخارجية الى اصدار بيان يقول ان جزيرة دياويو والجزر التابعة لها تتبع الاراضى الصينية منذ العصور القديمة، وان تصميم الصين على حماية السيادة على الجزر ثابت.

لذلك، فإن الجهود في التقارب الصيني الياباني تعود الآن إلى الصفر.

وعلى الجانب الاخر تعتبر كوريا الجنوبية مثالا اخر على علاقة اقتصادية قوية مع الصين التى تواجه قضية امنية خطيرة للغاية مع كوريا الشمالية المسلحة نوويا.

واستنادا إلى بيانات العام بأكمله لعام 2016 ذكرت كوريا الجنوبية أن الصين أخذت 124.4 مليار $ من صادراتها ، وهذا يمثل 25% من اجمالى مبيعات كوريا الجنوبية فى الخارج الذي يعتبر عُشر اقتصادها، وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بشراء 66.7 مليار دولار من صادرات كوريا الجنوبية، أو 13% من المجموع.

وعلى الرغم من التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية المتميزة في شمال شرق آسيا الا ان آفاق تحسين العلاقات الجيوسياسية تسير من سيئة إلى أسوأ بسبب وجود الولايات المتحدة التي لديها التزامات تعاهدية ووجود عسكري كبير للدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية حيث تعتبر الصين منافساً استراتيجياً لها

والسؤال الان هو - كم من الوقت سوف تبقي الصين أسواقها مفتوحة على نطاق واسع لليابان وكوريا الجنوبية؟

فوفقاً للتقييم الذى أجرته الصين فان الدولتان يشاركان بشكل مباشر أو غير مباشر فى أحداث تؤثر على أمن الصين والحدود البحرية وعملياتها التجارية والاستثمارية العالمية ، وهذه هى الامور التى تتخطى مفهوم الصين "للتعاون المربح للجانبين".

الكلمات الدلالية: الصين, اليابان,