كشفت مجموعة كبيرة من الدراسات الأكاديمية التي تعود إلى 20 عامًا والتي تظهر باستمرار أن المتداولين اليوميين وغيرهم من المتداولين النشطين للغاية يجدون صعوبة في جني الأموال على مدار فترات التداول القصيرة. كما نُشرت أحدث دراسة بعنوان بعد فحص اداء المتداولين على تطبيق التداول الشهير رون هود (Robinhood) في الفترة ما بين 2 مايو 2018 إلى 13 أغسطس 2020. وخاصة الفترة التي شهدت تكتل صغار المتداولين حول شراء أسهم معينة مثل جيم ستوب.
وخلصوا إلى أنه خلال "أحداث التكتل" المتطرفة هذه، فإن "أعلى 0.5٪ من الأسهم التي تشتريها روبن هود كل يوم تشهد انعكاسات في العائد بمتوسط 5٪ تقريبًا خلال الشهر التالي، في حين أن أحداث التكتل الأكثر تطرفاً لها انعكاسات بنسبة 9٪ تقريبًا". حيث كشف ت الدراسة على أن "غالبًا ما تكون الزيادات الكبيرة في مستخدمي روبن هود مصحوبة بارتفاع كبير في الأسعار ويتبعها عوائد سلبية كبيرة".
أن معظم مستثمري روبن هود (مثل متداولي التجزئة في سوق الفوركس) يفتقرون إلى الخبرة، لذا فهم يميلون إلى مطاردة الأداء. كما أن تصميم التطبيق، الذي يلفت الانتباه إلى الأسهم الأكثر نشاطًا، يجعل المتداولين يشترون الأسهم "بشكل أكثر قوة من مستثمري التجزئة الآخرين". كما يتضح أن هؤلاء المتداولين يميلوا إلى المضاربة وهم بعيدًا الاستثمار الجاد.
أظهرت دراسة اخرى أجريت عام 2011 عن المتداولين اليوميين التايوانيين على مدى 15 عامًا، من 1992 إلى 2006، نتائج أفضل قليلاً فقط. التداول اليومي شائع في تايوان. في المتوسط العام، يشارك حوالي 360 ألف فرد تايواني في التداول اليومي، وفقًا للمؤلفين.
استنتجت الدراسة: "تمشيا مع العمل السابق على أداء المستثمرين الأفراد، فإن الغالبية العظمى من المتداولين اليوميين يخسرون المال." لقد لاحظوا أن مجموعة صغيرة (حوالي 15٪) تكسب عوائد أعلى لكن "بعض الأداء المتفوق حسب الدراسة يمكن ارجاعه إلى الحظ المطلق".
خلصت نسخة لاحقة من الورقة البحثية التي نُشرت في عام 2013 إلى أن:
"أقل من 1٪ من المتداولين اليوميين قادرون على تحقيق عوائد غير طبيعية إيجابية بشكل متوقع وموثوق به بعد خصم الرسوم".
الأمر لا يقتصر على متداولي الأسهم في تطبيقات التداول الأمريكية الشهيرة، حيث، توصلت دراسات أخرى عن المتداولين اليوميين إلى استنتاجات مماثلة. على سبيل المثال خلصت دراسة نُشرت في يونيو على ما يقرب من 1600 متداول يومي برازيلي تتبعوا نشاطهم لمدة عام واحد إلى أن 3٪ فقط من المتاجرين حققوا أرباحًا. تجنب المؤلفون الادعاءات القائلة بأن المتداولين اليوميين يمكنهم كسب المال على مدى فترات زمنية قصيرة (يوم أو أسبوع)، وركزوا على نشاط التداول اليومي على مدى فترات أطول.
حيث تظهر الدراسة أنه من المستحيل فعليًا للأفراد أن يتاجروا يوميًا من أجل كسب قوت يومهم، على عكس ما يدعي مقدمو الدورات التدريبية. نلاحظ جميع الأفراد الذين بدأوا التداول اليومي بين عامي 2013 و 2015 في سوق العقود الآجلة للأسهم البرازيلية، وهو أكبر ثالث سوق من حيث الحجم في العالم. نجد أن 97٪ من جميع الأفراد الذين استمروا لأكثر من 300 يوم فقدوا أموالهم.
بالنظر إلى هذا الدليل، لماذا يستمر التداول اليومي، ولماذا يحظى بشعبية كبيرة؟ استنتج المؤلفون أن المتداولين النشطين للغاية يعتقدون على ما يبدو أنهم يعرفون أكثر مما يعرفون حقًا. قال المؤلفون:
"الثقة الزائدة يمكن أن تفسر ارتفاع مستويات التداول وما ينتج عنها من أداء ضعيف للمستثمرين الأفراد".
المصادر:fx-arabia