باول: التوقعات الاقتصادية لم تتغير كثيرًا منذ سبتمبر والفيدرالي متمسك باستقلاليته

أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الثلاثاء أن النظرة الحالية للاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك مؤشرات التوظيف والتضخم، لم تشهد تغيرًا كبيرًا مقارنة بتوقعات اجتماع السياسة النقدية في سبتمبر الماضي. وأوضح خلال كلمته أمام الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال في فيلادلفيا أن المخاطر السلبية المتعلقة بسوق العمل لا تزال قائمة، مشيرًا إلى أن البيانات الأحدث لم تُنشر بعد بسبب الإغلاق الحكومي، لكن المؤشرات المتاحة تظهر أن معدلات التسريح والتوظيف لا تزال منخفضة.

وأضاف باول أن هذه المخاطر تدفع البنك المركزي نحو اتباع سياسة نقدية أكثر حيادًا، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يوجد "مسار خالٍ من المخاطر" في ظل التوازن الحرج بين هدفي التضخم والتوظيف. وشدد على أن قرارات الفيدرالي ستعتمد على تطور التوقعات الاقتصادية وتوازن المخاطر وليس على مسار محدد مسبقًا.

وفي تصريح آخر خلال نفس الاجتماع، دافع باول عن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وسط تصاعد الضغوط السياسية بشأن معدلات الفائدة والتضخم، مؤكدًا أن المؤسسة ستواصل الاعتماد على التحليل الاقتصادي فقط في قراراتها. وأوضح أن "أفضل ما يمكننا فعله هو الاستمرار في العمل بالطريقة نفسها التي اتبعناها دائمًا"، مضيفًا أن البنك المركزي سيظل ملتزمًا باتخاذ قرارات مدروسة وتوضيحها للرأي العام الأمريكي بوضوح، مؤكدًا أن الفيدرالي واجه الأزمات الأخيرة "بكفاءة تفوق معظم اقتصادات العالم".

باول: من المبكر تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية

تطرق رئيس الاحتياطي الفيدرالي أيضًا إلى قضية الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه لا يزال من المبكر تحديد مدى تأثير هذه التقنية على الإنتاجية وسوق العمل والاستقرار الاقتصادي. وأوضح أن الفيدرالي يجري أبحاثًا موسعة حول انعكاسات الذكاء الاصطناعي، لكن نتائجه قد تستغرق وقتًا لتظهر في البيانات الاقتصادية. وأضاف أن بعض الدراسات رصدت تأثيرات على التوظيف في المستويات المبتدئة، إلا أن الصورة العامة ما زالت في مراحلها الأولى. وختم باول تصريحاته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي قد يغيّر مستقبل سوق العمل بشكل جوهري، مؤكدًا أن الأمر لا يزال "في بدايته فقط" وأن السياسات الاقتصادية ستحتاج إلى التكيف مع التحولات المقبلة.