اليورو يتجه مجددًا نحو مستوى 1.20 دولار بدعم من تباين السياسات النقدية
10 Sep 2025

اليورو يتجه مجددًا نحو مستوى 1.20 دولار بدعم من تباين السياسات النقدية

 يتحرك سعر صرف اليورو صعودًا مقابل الدولار الأميركي مع رهان المستثمرين على استفادة العملة الأوروبية المشتركة من التباين المتزايد بين توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي في مسار أسعار الفائدة. فقد ارتفع اليورو بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.1780 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 24 يوليو، قبل أن يتخلى عن مكاسبه بشكل محدود قبيل قرار المركزي الأوروبي المنتظر صدوره يوم الخميس.

تعكس أسواق عقود الخيارات هذا الاتجاه عبر ما يُعرف بـ "عكس المخاطر"، الذي يُظهر تحسن المعنويات على مختلف آجال الاستحقاق. وتشير بيانات شركة ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ إلى أن ثلث الرهانات المتفائلة منذ يوم الجمعة تستهدف تجاوز مستوى 1.20 دولار.

تباطؤ سوق العمل الأميركي يعزز مكاسب اليورو

جاءت بيانات التوظيف الأميركية الضعيفة لتزيد من قوة اليورو، حيث إن التراجع في وظائف القطاعات غير الزراعية الأسبوع الماضي عزز من توقعات خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بوتيرة أكبر، ما أثر سلبًا على الدولار. وفي المقابل، أوقف البنك المركزي الأوروبي دورة التيسير النقدي مؤقتًا، مع تسعير الأسواق احتمال خفض الفائدة بحلول ديسمبر بنسبة لا تتجاوز الثلث. كما أن المراجعة المرجحة بالخفض لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة قد تدعم اليورو بشكل أكبر.

ومع ارتفاع معدل البطالة الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ عام 2021، تتزايد التقديرات بخصوص إمكانية إقدام الفيدرالي على خفض كبير للفائدة. ويتوقع الاستراتيجيون حاليًا خفضًا بمقدار نصف نقطة مئوية خلال الاجتماع المقبل. ويُعد مستوى 1.18 دولار حاجز المقاومة الرئيسي التالي، حيث إن أوامر وقف الخسائر قد تُسرّع وتيرة الصعود، خاصة في ظل استقرار القيمة العادلة لليورو مقابل الدولار في نطاق يتراوح بين 1.18 و1.20 دولار.

ضغوط سياسية في فرنسا قد تحد من صعود العملة الأوروبية

رغم الأزمة السياسية في فرنسا، وخصوصًا بعد خسارة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو تصويت الثقة في البرلمان، تمكن اليورو من تجاهل تلك الضغوط مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.4% يوم الاثنين. ومع ذلك، يرى محللون أن اتساع الفارق بين عائدات السندات الفرنسية قد يضع سقفًا أمام صعود العملة الأوروبية، وإن ظل اليورو، في تقديرهم، أقل من قيمته العادلة مقابل الدولار.

المؤشرات الفنية تدعم الاتجاه الصاعد لليورو

على الجانب الفني، يظهر في الرسم البياني الشهري تكوّن نمط "خط الاتجاه الصاعد" (Bullish Belt Hold Line)، وهو ما يشير إلى احتمال عودة اليورو لاختبار ذروة يوليو عند مستوى 1.1829 دولار. أما على المدى القصير، فيُظهر "مؤشر الخوف والطمع" أن الرهانات على صعود اليورو بلغت أقوى مستوياتها منذ أكثر من شهرين. 

 


تواصل معنا

إذا كان لديك أي إستفسارات...
من فضلك لا تتردد في ارسال رسالة لنا

تواصل مع الدعم الفني
عودة الي القائمة الرئيسية Back