أوروبا تُمدد تعليق الإجراءات المضادة وسط تهديدات ترامب بفرض رسوم جديدة
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي سيُمدد تعليق الإجراءات الانتقامية ضد الرسوم الجمركية الأمريكية حتى أوائل أغسطس، في محاولة لإعطاء فرصة أخيرة للمفاوضات مع واشنطن. وأكدت خلال لقائها الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في بروكسل، أن الكتلة تسعى إلى "حل تفاوضي مع الولايات المتحدة، لكنها تستعد أيضًا لبدائل"، في إشارة واضحة لاحتمالية تفعيل إجراءات تستهدف صادرات أمريكية بقيمة 24.6 مليار دولار من الألمنيوم والصلب فور انتهاء التعليق.
يأتي هذا الموقف بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من الأول من أغسطس، وهو ما زاد من حدة التوتر التجاري بين الجانبين. ورغم جولات التفاوض الأخيرة، لم يُحقق أي اتفاق شامل مع أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
في ظل هذا التصعيد، دعت كل من ألمانيا وإيطاليا إلى اتباع نهج براغماتي وتجنب الانزلاق نحو مواجهة تجارية شاملة عبر الأطلسي. وشددت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاثرينا رايش على أهمية استمرار الحوار مع واشنطن، بينما أكدت رئاسة الوزراء الإيطالية أنه من "الضروري الحفاظ على التركيز على مسار التفاوض" وتفادي الاستقطاب. وأعربت الحكومة الهولندية بدورها عن دعمها الكامل لجهود المفوضية الأوروبية في تنسيق الرد الأوروبي.
في المقابل، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن الاتحاد يجب أن يكون مستعدًا لتفعيل إجراءات مضادة إذا انهارت المحادثات، وهو ما يعكس انقسامًا نسبيًا داخل التكتل بين من يدعم التهدئة ومن يطالب بالحزم.
ومن جانب القطاع الخاص، انتقد رئيس اتحاد التجارة الخارجية والخدمات الألماني (BGA) ديرك ياندورا قرارات ترامب الأخيرة، مؤكدًا أن الاقتصاد العالمي يعاني من الفوضى منذ الجولة الأولى من الرسوم في إبريل الماضي، بسبب اضطراب سلاسل التوريد وتراجع الطلب وغياب اليقين. وأضاف أن الولايات المتحدة تضر باقتصادها الخاص، داعيًا أوروبا لتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية وتسريع توقيع اتفاقيات تجارة مع تكتلات مثل آسيان وميركوسور.
هاسيت: ترامب لديه السلطة لإقالة باول إذا كان ذلك مبررا
على جانب اخر، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت إن الرئيس ترامب يمتلك "السلطة القانونية لإقالة جيروم باول إذا توافرت المبررات"، موضحًا أن الإدارة تدرس إمكانية استبدال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الانتقادات داخل البيت الأبيض تجاه باول، خاصةً بعد الجدل حول مشروع تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي بتكلفة 2.5 مليار دولار والذي قيل إنه تجاوز الميزانية بنحو 700 مليون دولار. كما أشار هاسيت إلى أن ترامب يطّلع على الأطر العامة للاتفاقات التجارية المقترحة، لكنه يرى أنها بحاجة إلى مزيد من التحسين.
جميع المقالات
تواصل معنا
إذا كان لديك أي إستفسارات...
من فضلك لا تتردد في ارسال رسالة لنا