الذهب يسجل مستويات قياسية جديدة ومرشح للمزيد من الصعود
شهدت أسعار الذهب الأسبوع الماضي موجة صعود قوية دفعتها إلى تسجيل قمة تاريخية جديدة أعلى من 3600 دولارًا للأونصة، مدعومة بتنامي المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي واستقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي. هذه المخاوف عززت شهية المستثمرين نحو الأصول الآمنة، ليبقى الذهب في مقدمة خيارات التحوط.
الرسوم الجمركية
المشهد السياسي لعب دورًا بارزًا، إذ قضت محكمة الاستئناف الفيدرالية بأن معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير قانونية، الأمر الذي دفعه إلى السعي لقرار عاجل من المحكمة العليا لإلغاء هذا الحكم. وفي الوقت ذاته، جاء قرار ترامب بعزل ليزا كوك عضو مجلس محافظي الفيدرالي ليضيف مزيدًا من القلق حيال استقلالية البنك المركزي. أثار هذا الملف جدلاً داخل مجلس الشيوخ، حيث حاول المرشح الجديد ستيفن ميران نفي كونه مجرد أداة بيد الرئيس، إلا أن تصريحاته لم تخفف المخاوف بشأن مدى قدرة الفيدرالي على العمل بمعزل عن التأثير السياسي.
الدولار وعوائد السندات
رغم أن قوة الدولار عادة ما تحد من جاذبية الذهب، فإن الأسبوع الماضي شهد تقلبات ملحوظة. ارتفع مؤشر الدولار إلى 98.5 منتصف الأسبوع قبل أن يتراجع إلى 97.4 مع نهاية التداولات. في المقابل، انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات من 4.28% إلى 4.07%، وهو ما وفر أرضية داعمة لصعود الذهب.
توقعات السياسة النقدية وأسعار الفائدة
قرار الفيدرالي في يوليو بالإبقاء على أسعار الفائدة عند 4.25 – 4.50% ترافق مع تصريحات أكثر تشددًا من رئيسه جيروم باول، مما منح الدولار دعمًا إضافيًا. لكن بيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) التي صدرت يوم الجمعة جاءت ضعيفة، إذ أضاف الاقتصاد الأمريكي 22 ألف وظيفة فقط مقابل توقعات عند 75 ألفًا. هذه البيانات أعادت ترجيح خفض الفائدة في سبتمبر، حيث قفزت احتمالات الخفض من 84% قبل التقرير إلى 98% بعده، مع تلميحات بعض المحللين إلى احتمال خفض بمقدار 50 نقطة أساس.
استمرار حالة العزوف عن المخاطر من شأنه أن يدفع الذهب نحو تسجيل قمم جديدة هذا الأسبوع، مع مراقبة المستثمرين عن كثب لتطورات النزاع بين السلطة التنفيذية والمؤسسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، فضلًا عن توقعات السياسة النقدية التي أصبحت أكثر ميلًا للتيسير.
Tags
جميع المقالات
تواصل معنا
إذا كان لديك أي إستفسارات...
من فضلك لا تتردد في ارسال رسالة لنا