ترامب يكشف ملامح المرحلة الاقتصادية الجديدة: تعريفات جمركية شاملة وتوجه لتعزيز التصنيع المحلي

يترقب المستثمرون ودوائر الأعمال الأمريكية مساء اليوم الحدث الذي طال انتظاره، والمقرر انعقاده في حديقة الورود بالبيت الأبيض في تمام الساعة الرابعة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي، حيث سيكشف الرئيس دونالد ترامب عن تفاصيل مبادرته الجديدة تحت عنوان "لنجعل أمريكا ثرية مجددًا". ويأتي هذا الإعلان المرتقب وسط حالة من عدم اليقين التي خيمت على الأسواق خلال الأسابيع الستة الماضية، ما يجعل من وضوح الرؤية – حتى وإن كانت مصحوبة بإجراءات حادة – عاملًا مريحًا نسبيًا للأسواق التي تحتاج إلى أرضية واضحة للتخطيط والتأقلم.

وتُشير التسريبات المتواترة إلى أن إدارة ترامب ستبدأ في فرض رسوم جمركية "تشمل جميع الدول" على الفور، مع احتمالية تحديد نسب متفاوتة حسب الحواجز التجارية أو نظم الضرائب المعتمدة في تلك الدول. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الإعلان سيشمل كذلك فرض رسوم بنسبة 25% على السيارات المستوردة غير المصنعة داخل الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم ثانوية ستُفرض على الدول التي تواصل شراء النفط الخام من فنزويلا، وسط توقعات بالكشف عن تفاصيل إضافية في هذا الشأن خلال الحدث.

وفي ظل تنامي الجدل حول مستقبل التجارة الدولية، أظهرت نتائج استطلاع حديث أن حوالي نصف المشاركين – البالغ عددهم 3000 – يرون أن هيكل التجارة العالمي الحالي غير عادل، إلا أن 25% فقط يرون أن فرض الرسوم الجمركية هو الأداة المناسبة لتصحيح هذا الخلل. وعلى الجانب العملي، أعدّت الشركات الأمريكية نفسها للتعامل مع تداعيات هذه السياسات عبر مجموعة من الاستراتيجيات المتنوعة، تمثلت في: زيادة الإنتاج المحلي كما فعلت شركة جونسون اند جونسون (Johnson & Johnson) باستثمار 55 مليار دولار، الضغط على الموردين لتخفيض الأسعار كما فعلت  وول مارت(Walmart) مع المصنعين الصينيين، رفع الأسعار لحماية هوامش الأرباح كما نبّهت تارجت (Target) زبائنها مؤخرًا، امتصاص تأثير الرسوم عبر خفض الهوامش كما ورد في توقعات Nike وFedEx، وأخيرًا السعي نحو استثناءات تنظيمية تقلل من التأثير المباشر، وهي خطوة اتبعتها شركات صناعة السيارات الأمريكية.

توقعات الأسواق

أما عن رد فعل الأسواق، فمن المتوقع أن تنعكس ملامحه في تداولات العقود الآجلة وخارج ساعات السوق، خصوصًا أن توقيت الإعلان يأتي بعد الإغلاق الرسمي للتداولات. ورغم التراجع الأخير الذي شهدته المؤشرات، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت هذا التراجع بأنه مجرد "لقطة مؤقتة". وأضافت أن الرئيس ترامب يحرص على أن يكون التركيز الأساسي موجهًا نحو مصلحة المواطنين العاديين في الشارع الأمريكي، مشيرة إلى أن "وول ستريت ستظل على ما يرام، كما كانت دائمًا خلال ولايته الأولى".

Tags